الملتقى : فضاء للتواصل والإعلام

في مغرب التنمية البشرية وحقوق الإنسان
 
أولاد ألعوني يبيتون في العراء بدوار ״اصبايح״ في مديونة و عامل الإقليم يكتفي بدور المتفرج
أكد أولاد ألعوني القاطنين بدوار اصبايح في تراب جماعة المجاطية المحاذي لبلدية مديونة أن تسعة رجال من الدرك الملكي و عون محكمة معززين بثلاثة عمال من "الموقف" تدخلوا صبيحة يومي 4 و 6 أكتوبر الجاري بقوة على حد قول الأسرة المتضررة لإفراغ عائلة المرحوم محمد ألعوني من مساكنهم و هدمها تنفيذا لحكم قضائي لفائدة عبد المجيد القادمي و محمد المهداوي. اللذين يدعيان ملكيتهما للأرض التي تحتضن هذه العائلة منذ أزيد عن نصف قرن و المسماة بلاد عائشة بنت إبراهيم ذي الرسم العقاري 810/48
ذكرت السيدة زهرة العمراوي 64 سنة رقم ب و BH134423 زوجة المرحوم محمد ألعوني أبو أولادها الثمانية، أن زوجها كان يشتغل مع أصحاب الأرض المذكورين منذ حوالي 5 عقود من الزمن في حرث الأرض و تربية الماشية و غيرها ،في كل ما يتصل بالنشاط ألفلاحي و الزراعي و كنا – حسب الزوجة دائما – نقطن فوق هذه الأرض بايعاز من مالكيها، لكن وفاة زوجي بتاريخ 21 يونيو 2002م، انقلب الحال و بدأ أصحاب الأرض يطالبوننا بضرورة الرحيل عن مساكننا
و كنا بطبيعة الحال نمتنع عن ذلك لأننا بكل بساطة ليست لدينا أي وجهة أخرى نقصدها في ظل الفقر المدقع الذي نعانيه و الذي يمنعنا حتى من الاستجابة لمصاريف الحياة اليومية الملحة و الضرورية فبالأحرى اقتناء مسكن في مكان آخر يقينا من هذا الوضع المزري الذي لا يحسد عليه
أما أولاد ألعوني فقد استنكروا ما تعرضوا من سب و شتم من طرف الدرك الملكي و استعمال مفرط في القوة في حقهم خصوصا ما تعرض له شقيقهم حميد مواليد 77، المصاب بداء الصرع و الذي طالب القوات العمومية بتسليمه شهادة الهدم، لكن عون المحكمة رفض ذلك، الأمر الذي جعله يصاب بنوبة صرع مفاجئة، اعتبرها الدرك الملكي بأنها تمرد على تنفيذ قرار قضائي بالهدم، فثم اعتقاله واقتياده إلى مخفر المركز في حدود منتصف النهار من يوم الاثنين المذكور، و لم يتم أطلاق سراحه إلا في حدود الساعة السادسة مساء من نفس اليوم في حالة صحية متردية تطلبت زيارته للطبيب الذي حدد مدة عجزه في 24 يوما تتوفر الجريدة على نسخة منها، و التي أرجعها حميد العوني إلى الاعتداءات المتوالية من طرف الدرك الملكي أثناء تواجده بسجن المركز المحلي
الأمر الذي نفاه الوافد الجديد على مركز الدرك الملكي و الذي اعتبر أن الجروح التي تطبع جسم حميد هي بسبب تمرغه في الأرض عاريا أثناء إصابته بنوبة صرع مباغتة و نفى أيضا أن يكون أحد من الدركيين قد تعرض له بسوء، أما عائلة العوني فهي متشبثة بموقفها بأن الدرك الملكي اعتدى على حميد و يطالبون بفتح تحقيق في الموضوع خصوصا و أنه لديهم صور إشعاعية بالرضوض والضربات التي تعرض لها أخاهم
و تحدث أولاد العوني الثمانية أنهم يعيشون ظروفا اجتماعية صعبة هذه الأيام، بسبب حادث هدم بيوتهم و وضع أثاثهم البسيط في الهواء الطلق، ما أثر بشكل سلبي على جميع أفراد العائلة حتى الأطفال اللذين يتابعون دراستهم توقفوا مكرهين عن مواصلة تحصيلهم العلمي في ظل عدم وجود مكان يأويهم ويحفظ كرامتهم و يصون آدميتهم.
فهشام و أمين و أنس أعمارهم على التوالي 9 و 11 و 19 سنة، تدل نتائجهم المحصل عليها في السنة الماضية ،أنهم مجدون مجتهدون، كل المؤشرات تدل على أن مستقبلا زاهرا ينتظرهم إذا ما توفرت لهم الظروف المواتية لاستكمال دراستهم ،إذا ما توفر لهم مسكن يقيهم من حر الصيف و برودة الشتاء
و لم تقف عملية الهدم عند حد عائلة منازل اولاد العوني، بل تعدتها إلى منزل آخر مجاور للمسمى حفيظ بن محمد رقم ب و U90196 غير معني بدعوى الإفراغ المرفوعة ضد اولاد العوني، الأمرالذي جعله يرفع شكاية في الموضوع إلى السيد وكيل جلالة الملك بابتدائية عين السبع تتوفر الجريدة على نسخة منها يؤكد فيها على أنه فوجئ بهدم منزله من طرف القوات العمومية أثناء غيابه و دون أن يصدر حكم قضائي في حقه و يؤكد أيضا على أنه يقطن بدوار اصبايح بجوار عائلة العوني منذ قرابة 12 سنة و ذلك باتفاق مع صاحب الأرض في مقابل خدمات أسديها ومنحي بالتالي البقعة التي شيدت عليها منزلي
و يمني المتضررون النفس بأن تتدخل الجهات المسئولة من سلطة وجمعيات وغيرهم محليا و وطنيا بهدف إيجاد حل لأوضاعهم الصعبة التي جعلتهم عرضة للتشرد و الضياع، خصوصا أبناءهم الذين امتنعوا عن الذهاب إلى المدرسة حتى تجد عائلتهم مكانا يأويهم و يحفظ كرامتهم و توازنهم النفسي الذي هبط إلى أدنى مستوياته لما شاهدوا القوات العمومية تقتحم عليهم منازلهم لتحولها إلى أطلال
جمال بوالحق : 10/10/2010