Safah Médiouna
سفاح مديونة الذي سلك درب الجريمة والنصب للاستيلاء على أملاك أعمامه وعماته
عبد العزيز التجاري : السفاح قاسم التجاري : عم السفاح
جمال بوالحق : 07/02/2011
إن الإنسان ليست كل أفعاله و تصرفاته ذات طبيعة إنسانية تسودها الرحمة و المحبة، بل هي أيضا – قد تكون في بعض حالاتها – جرائم و اغتيالات و تعذيب و تزوير و دم يسفك لأتفه الأسباب و أوهاها من أجل تحقيق مكاسب مادية منها الجاه و الغنى أو حتى الانتقام بطرق وحشية تعطي الانطباع للوهلة الأولى بأنها سلوك حيواني، حتى و إن كان هذا التعبير فيه ظلم للحيوان نفسه، لأن الحيوانات لا تقتل الحيوانات الأخرى من أبناء جلدتها إلى أن تهلكهم إلى حد الموت و زهق أرواحهم و التخلص منها بطمرها في حفر عميقة تحت الأرض و لا تستطيب لذة غير شرعية على حساب معاناة و آلام أبناء جنسها من غير سبب وجيه، تلك هي – فقط – طبيعة الإنسان نحو أخيه الإنسان.
و بطل قصتنا اجتمعت فيه كل التناقضات و العجائب و الغرائب، فهو كان أمام الناس غاية في المروءة والشهامة يختبأ خلف قناع النضال و إتقان تقمص دور الضحية بهدف تحقيق أغراض دنيئة، أما مع عائلته سواء التي تقطن بمديونة أو خارجها فقد كانت تهابه و تحاول – قدر الإمكان – اتقاء شره، بالنظر لما عرف عنه لديهم من إرادة حديدية و تلفيق التهم بهدف تحقيق مآربه كما سنبين في هذه القصة ، فقد كان نقابيا و بعد ذلك استغل اختفاء عمه (ق ت) فنصب على أملاكه باستخراج أوراق ملكية مزورة و بعد دلك أضاف إليهما أملاك عمته (ض ت) ‘ بطرق احتيالية كما هو مبين في الوثائق التي بحوزة الجريدة
مقبرة السفاح
كانت هذه المقبرة العشوائية التي تخلص فيها السفاح من ضحاياه، عبارة عن محلات عشوائية منها ما هو معد للسكن تقطن به عمات السفاح الأولى تسمى (ف ط) و الثانية تسمى (ض و) التي فارقت الحياة سنة 2006م، و المباني الأخرى تحتوي على دكاكين و مقهى كانت مكانا آمنا لترويج الممنوعات و السكر العلني و للالتقاء بالمومسات، زبناؤها من المدمنين و المشبوهين يأتون إليها من كل مكان لممارسة طقوسهم الخاصة من تناول الشيشة و الإدمان على المخدرات و اصطياد العاهرات و مضايقة المرتادين و التحرش بفتيات الثانوية التي لا تبعد عنها كثيرا.
و كان السفاح يقوم بكراء هذه المقهى لتجار المخدرات بهدف ترويج مختلف الممنوعات تحت غطاء كؤوس القهوة و براريد الشاي، و قد سبق للسلطات الأمنية بالدار البيضاء أن وقفت على هذه الأوضاع الشاذة و قامت بعملية مداهمة لهذه المقهى و لم تتمكن من إلقاء القبض على تاجر للمخدرات ، إلا بعد إطلاق النار عليه لشل حركته بعد أن أبدى مقاومة شرسة مستعينا بسيف كان بحوزته.
كانت هده المقهى التي توجد على مشارف مدخل مديونة من جهة الدار البيضاء من على بعد حوالي المأتي متر من مركز الدرك الملكي كمركز علني لتسويق مختلف أنواع التخدير كما أفادتنا بذلك مصادر عديدة، والتي أفادت أيضا على أن مسكن السفاح المجاور للمقهى كان مكانا لإقامة الليالي الحمراء لرجالات السلطة من أصحاب الزى الرسمي ، الذين كانوا يلجئون إليه كلما أرادوا الاختلاء بعشيقاتهم و معاقرة الخمرة على إيقاعات أغاني شعبية كانوا يسلموا أنفسهم لها بشكل تام.
و هذا ما يفسر أن المسئولين لم يعيروا أي اهتمام لشكايات أم الضحية خليل باجي، عندما جاءت تخبرهم عن اختفاء ابنها و تحميل مسئولية ذلك للسفاح، لكن لا أحد اهتم لحالها، حتى تفجرت فضيحة وجود خليل هيكلا عظميا مدفونا في قعر بئر عميق بجوار المقهى المذكور و كما هي عادة القدر إذا دبرا أمرا قدر أن تكون أم خليل السيدة أمباركة الهاشمي هي من فك لغز جريمة اختفاء ابنها و هي من وضعت الحلقة الأخيرة لمسلسل طويل من سفك الدماء، كان سيضيف ضحايا آخرين أبرياء إلى قائمة ضحايا السفاح لولا يقظة أم خليل التي وجدت في شكاية وجهتها إلى الوكيل العام للملك،ألذي أحالها على أمن بن امسيك‘ بداية العد العكسي للعثور على ابنها، بعد أن ثم تجاهلها من طرف درك مديونة و شرطة الحي الحسني، حيث يقطن السفاح بفيلته ا بحي إسلان، الذي ثم القبض عليه و اعترف في محضر رسمي بتصفيته لابن خالته خليل وبائع الفول الذي كان يقطن عنده بمسكن يجاور المقهى التي دفنه فيها.
ليتم إيجاد رفات الجثتين في نفس المكان تقريبا لا تفصل عن بعضهما البعض إلا مسافة حوالي 10 أمتار ومازال المكان – حسب إفادة علمية – حافلا بجثث ضحايا آخرين على رأسهم (ق ت )و ضحايا آخرين كانوا على صلة بالقاتل، و مازالت هوية قاتلهم مجهولة لحدود اليوم. وحده استكمال عملية الحفر ببهو مقهى القاتل بدوار بلعربي، سيبين ما إذا كان المكان يحتوي على جثث ضحايا آخرين أم لا، حتى و إن كانت عدة مصادر عليمة تشير على أن السفاح حول مقهاه إلى مقبرة حقيقية تخلص في جوفها من أقاربه و معارضيه.
مسار مجرم
ولد عبد العزيز التجاري سنة 1951 في مديونة و منذ أن كان طفلا في عامه العاشر،وهو يتميز بالشقاوة و المكر والخداع و القسوة و حب إيذاء الناس، أستمدهم من أجواء عائلته بالبادية بتراب جماعة المجاطية، فأبوه (م ت) تميز بالغلظة و القسوة و بإرادة حديدية في تحقيق مبتغاة بأي وسيلة كانت، لدرجة أنه اتهم بقتل أبيه(ت ت) في خمسينات القرن الماضي بضربة فأس على مستوى مؤخرة رأسه أردته قتيلا في الحال، بهدف الاستيلاء على أملاكه المتكونة من حوالي ستين هكتار موزعة ما بين مناطق الحفاري و بلعربي و مرس السكر و أولاد زيان، لكن والد السفاح استطاع أن يقنع القضاء ببراءته، حتى و إن كانت عدة مصادر تشير على أنه هو من تخلص من أبيه بضربة فأس غادرة طمعا في التربع على مملكة التجاري التي كانت تضم العشرات من الهكتارات الفلاحية والعقارات، و بالفعل تمكن والد السفاح من أن يعيش حياة رغدة يتصرف في أملاك أبيه كما يحلو له، دون أن يمكن إخوانه و أخواته من حقوقهم المشروعة بقوة الدين و القانون بل إن جبروته و قوته الجسدية شكلتا عائقا أمام اخوته (ق وف و م و ض)،حالتا دون المطالبة بحقهم ، و ذلك خوفا من أن يلقوا نفس مصير أبيهم، لذلك فضلوا الصمت إلى غاية وفاة أخيهم سنة 1962 الذي لقي مصرعه في حادثة سير مروعة نتيجة اصطدامه بعربة مجرورة ، عندما كان يسوق جراره
بعد ذلك طالب الورثة إخوة مصطفى و أعمام السفاح بنصيبهم في تركة أبيهم، لكن طلبهم ثم رفضه جملة وتفصيلا من طرف السفاح و إخوته الخمسة مصطفى و بوشعيب و مليكة و سعيدة و رشيدة، الذين اعتبروا على أنه لاحق لأعمامهم في ميراث العائلة، فوقعت قطيعة ما بين اخوة السفاح و أعمامهم، تطورت إلى خصام شديد وصل إلى ردهات المحاكم التي قضت باستفادة الأعمام الخمسة من أملاك أبيهم التهامي، و ثم توزيع الميراث بحكم قضائي ما بين الورثة الشرعيين و هم أبناء التهامي و إخوته، فكان نصيب السفاح حوالي هكتارين بالحفاري، قبلهما على مضض بعد أن كان يمني النفس بالاستيلاء على جميع أملاك العائلة مثلما كان والده
بعد ذلك اشتغل السفاح بشركة بالدار البيضاء خاصة في توزيع الأدوية و منذ تاريخ التحاقه بها كإداري وهو يلفق التهم للعمال والمستخدمين الذين يرفضون الخضوع له و لمساوماته خصوصا و أنه كان نقيبا للعمال، فكان يضع مجموعة من الأدوية خلسة في سيارات العمال المتمردين عليه و يبلغ عنهم إدارة الشركة مدعيا أنهم سرقوها، ليتم بعد ذلك طردهم، لكن الشركة فطنت عن طريق الصدفة إلى ألاعيب عبد العزيز / السفاح و ضبطته حاملا كيسا يحتوي على العديد من الأدوية وهو ينوي وضعها في سيارة أحد العمال بهدف الإبلاغ عنه،.وقد وصل خبر ذلك إلى مدير الشركة الذي لم يكتف فقط بطرد عبد العزيز بل عمل على توجيه لكمة له على وجهه تسبب له في ندب صغير، مازال محفورا على شفة السفاح لحد اليوم.
في نهاية السبعينات تقدم السفاح لخطبة ابنة عمته لكن الفتاة رفضته، فثارت ثائرته ولم يهدأ له بال إلا بعد أن شوه سمعتها مدعيا أنها ليست على خلق و بأنها ذات أخلاق سيئة، و لما تزوجت هذه الفتاة من رجل آخر، اتصل به السفاح و أخبره بأن زوجته كانت على علاقة معه فحول حياة ابنة عمته إلى جحيم من المعاناة اليومية مع زوجها الذي فطن هو الآخر لألاعيب السفاح بعد أن علم رفضها الزواج منه
في بداية الثمانينات تزوج السفاح من أستاذة مهندسة ، تعرف عليها بمنطقة سباته، حيث كان يقطن رفقة والدته بمنزلها هناك، لكن بعد ذلك استقربه المقام في منطقة الحي الحسني رفقة زوجته لكنه في نفس الوقت كان دائم التردد على مديونة و على منزل والدته بسباتة و ذلك بهدف البقاء بجانب مصادر الغنى، فبالنسبة لوالدته فقد كان السفاح يطالب أمه دائما بالأموال التي ورثتها من زوجها مصطفى و كان يعنفها باستمرار لرفضها الخضوع لرغبته في الحصول على أموالها،.لدرجة أن هذا الموضوع الذي أصبح محور الحديث بين السفاح و أمه، جعل هذه الأخيرة تخاف على حياتها من ولدها و كانت لا تفتح له باب المنزل إلا بحضور باقي أبنائها و ذلك خوفا من أن يحدث لها مكروه، خصوصا و أنها كانت على علم بما يمكن أن يقوم به فلذة كبدها نظير الحصول على المال.
و من جهة ثانية كان دائم المراقبة لأراضي أبيه التي استفاد منها أعمامه عن طريق الميراث، و ذلك بهدف استردادها بطرق احتيالية.
فكان أول فرد من أعمامه استهل بهم مشواره في عملية النصب و الاحتيال هو عمه( ق ت) الذي اختفى في ظروف غامضة منذ سنة 1980م، و مازال مصيره مجهولا لحدود اليوم، حتى و إن كانت عدة مصادر تشير إلى قتله من طرف السفاح و دليلهم على ذلك أن هدا الأخير استولى على أملاكه حوالي 3 هكتارات إلا ربع، بدوار الحفاري و عمل على استخراج وثيقة بيع بذلك تبين بعد ذلك أنها مزورة، لكن رغم ذلك حفظت و سجلت في اسم السفاح (ع ت) الذي عمل على بيعها بمبلغ 300 مليون سنتيم في منطقة وصل فيها ثمن الهكتار وحده إلى مبلغ حوالي 400 مليون سنتيم، الأمر الذي أثار انتباه الجميع حول القيمة المالية الزهيدة التي بيعت بها أرض( ق ت) بعد الاستيلاء عليها عن طريق النصب "تتوفر الجريدة على ملف خاص بوثائق التزوير"
بعد ذلك و عندما علم السفاح برغبة أعمامه و عماته، تحفيظ و تسجيل أراضيهم التي ورثوها عن أبيهم( ت ه)،تعرض لهم لدى المحافظة بدعوى أنه وريث معهم و لا يحق لهم تحفيظ حقوقهم و تسجيلها إلا بعد موافقته و ذلك بهدف إرغامهم الخضوع لابتزازاته كعمته( ف ط )و (م د) هذه الأخيرة لم يتوقف السفاح عند حد التعرض لها في أرضها التي تبلغ مساحتها هكتارين، بل وجه شكاية إلى الوكيل العام يتهمها فيها بقتل أخيها الذي هو عمه (ق س)، فتم فتح تحقيق في الموضوع مع المتهمة التي تأكد القضاء من براءتها
وفي سنة 1997م استغل السفاح عيش عمته الضاوية وحيدة بمنزلها المجاور لمقهى السفاح بدوار بلعربي لأنها كانت عاقر بدون أبناء سبق لها الزواج أكثر من مرة و بلغت من الكبر عتيا (من مواليد 1925م) و تملك هكتارين على غرار باقي أخواتها، استغل أميتها و عيشها وحيدة و أقنعها بأن توكله الدفاع عنها لدى المحاكم ،بعد أن أقنعها على أن المخزن يريد نزعها أرضها بسبب أنها بدون أولاد، صدقته عمته خصوصا و أنه كان حنونا معها يقوم بزيارتها باستمرار يؤنس وحدتها القاتلة التي أثرت كثيرا على نفسيتها، فوجدت في ابن أخيها البلسم بجراحها من وحدتها المؤلمة فرضخت لمطلبه وقامت بإمضاءها عقد بيع أرضها على أنه توكيل للدفاع عنها لدى المحكمة و لم تنتبه لفداحة خطئها إلا بعد أن قام السفاح بإحضار مجموعة من الناس يرغبون في شراء أرضها ، فقامت برفع دعوى قضائية في الموضوع لكن القضاء لم ينصفها، فضاعت أرضها كما ضاعت قبلها أرض أخيها قاسم، و لم تستطع الضاوية تحمل فقدانها لأرضها و منزلها فتركت الدنيا لابن أخيها السفاح و رحلة إلى دار البقاء سنة 2006م
أما (ف و م ) فقد وقفتا بالمرصاد لابن أخيهما السفاح و حالتا دون الاستيلاء على أملاكهما حتى وإن تحملتها الكثير من المتاعب نظير الحفاظ على ميراثهما، فقد اتهم أولاد عمته( ف ط) بسرقة وثائق و مبلغ مالي من سيارته التي كان يركنها دائما بجانب مقهاه المحاذي لمنزل عمته بمديونة، و رفع دعوى قضائية بهم، لكن القضاء لم يثبت عملية السرقة فتم حفظ الملف.
أما عمته( م ت )فلم تسلم هي الأخرى من كيد ابن أخيها السفاح و حماقاته فكان لا يتردد لحظة في الذهاب إلى الشارع الذي تقطن فيه بالولفة و يعمل على تمزيق عجلات سيارة أولادها و سرقة محتوياتها و اعتراض سبيل كل من يود شراء أرضها أو استغلالها في الحرث و الزرع على سبيل الكراء، وحده أحمد التجاري عم السفاح من تمكن من بيع نصيبه من الميراث حوالي 3 هكتارات دون أن يتعرض له ابن أخيه
أما هشام الناصري الذي كان يعمل عند السفاح بدكانه المجاور للمقهى/ المقبرة، يستغله كهاتف عمومي، فقد تسبب له في السجن لمدة 4 أشهر، بعد أن اتهمه بسرقة مبلغ مالي كان بحوزة هشام حصل عليه من مداخيل هواتف الدكان، ورغم تيقن السفاح من تعرض هشام للسرقة فإنه طالبه بإحضار المبلغ المسروق و إلا لجأ إلى القضاء و لأن الشاب هشام معدم الحال، لم يتمكن من إحضار ما تمت سرقته منه ،فكان نصيبه 4 أشهر من السجن، بعد أن رفع السفاح دعوى قضائية ضده ،يتهمه فيها بالسرقة بعد أن أحضر شهود من مرتادي مقهاه المشبوهة لتأكيد واقعة. السرقة
كان السفاح سخيا مع السلطة لا يتوانى في التقرب منها خصوصا الدرك الملكي الذي كان يوفر له الحماية والتستر عليه و على الأفعال الإجرامية التي كانت يعرفها فضاء المقهى المذكور من ترويج للمخدرات و التعاطي للفساد، مثلما كان سخيا مع المومسات اللواتي كان يعاشرهن بطريقة شاذة في مقابل مبالغ مالية تتراوح مابين 500 درهم و 600 درهم، في مسكنه المجاور من المقهى المذكور.
تصريحات عمة السفاح
لم تستطع ميلودة التجاري عمة السفاح عبد العزيز نسيان ما وقع لها و لأختها الضاوية و أخيها المختفي قاسم، على الرغم مما بذلته من جهود و ما فرضته على نفسها من إرادة و ما تشبثت به من عناد، لأن ما وقع لها على يد ابن أخيها، حول حياتها إلى مسلسل متواصل من الآلام و الكوابيس المزعجة لم تستطع التخلص منها‘ إلا بعد القبض على السفاح و الزج به وراء غياهب السجن في انتظار محاكمته على قتله لضحايا أبرياء وضعهم القدر في طريقه.
كانت ميلودة تتحدث عن أخيها قاسم المولود سنة 1943 و المختفي عن الأنظار سنة 1980، كلاما جميلا، و الدموع تنهمر على خديها كالمطر، تصفه بأنه كان شابا منفتحا على الحياة مخلصا لأمه فاطنة و إخوانه أحمد و ميلودة و الضاوية لا يفارقهم إلا ناذرا، مجدا في دراسته الثانوية إلى أن حصل على الباكالوريا سنة 1963م، بعدها بسنة، جهز كل أوراقه للسفر إلى ألمانيا بهدف العمل و إكمال دراسته، لكنه في ليلة سفره، سرقت منه أوراقه و جواز سفره في ظروف لم تستطع ميلودة أن تجد لها تفسيرا سوى، استحواذه عليهما من طرف زوجة أخيها و ابنها الصغير عبد العزيز الذي رضع من أمه مختلف أشكال الغل اتجاه أعمامه و عماته، بعد أن توصلوا بميراثهم عن طريق القضاء كان بمثابة الشرارة الأولى التي أشعلت فتيل الحقد ضدهم.
مباشرة بعد وفاة أخيهم الأكبر مصطفى سنة 1961 و ‾كذلك و هذا و هو الأهم ‾بعد أن رفض قاسم الزواج من أرملة أخيه مصطفى، التي كانت تتمنى الاقتران به ليسا حبا فيه و لكن طمعا في أملاكه التي كان قد ورثها على التو‘ لذلك – حسب ميلودة – تسللت خدوج و ابنها في جنح الظلام إلى غرفة قاسم و سرقت منه جواز سفره و أوراق أخرى حرمته من مغادرة البلاد، بعد ذلك أدمن قاسم جلوسه وحيدا مخلصا لهوايته المفضلة في القراءة لا يثنيه عنها شيء و لا يغويه عنها أي غرض من مال أو غيره إلى أن اختفى عن الأنظار قبل يوم من عيد الأضحى لسنة 1980م.
مازالت ميلودة تتذكر تفاصيل يوم اختفاء أخيها كأنه البارحة لأنه كان يقطن بمسكنها الوظيفي وحيدا تركته له ميلودة لتسكن بمنزل زوجها، و كانت دائمة الزيارة له بين الفينة و الأخرى لتطمئن على أحواله، و قبل اختفاءه بأسابيع أخبر قاسم أخته على أن عمه عبد العزيز أصبح يزوره باستمرار، مصطحبا معه أكياسا من الفواكه بهدف التقرب منه بعد قطيعة دامت سنوات عديدة منذ تاريخ اختفاء جواز السفر المذكور
لذلك فميلودة لها اليقين بأن ابن أخيها عبد العزيز و أمه خدوج هما من أخفيا قاسم بهدف الاستيلاء على أملاكه بدوار ألحفاري بطرق غير مشروعة و بيعها
و تضيف ميلودة
على أن السفاح بعد ضياع عمله في بداية ثمانينيات القرن الماضي، تحول من إنسان شرير إلى إنسان مجرم يفكر بطريقة عدوانية طوقه الانتقام من كل جانب و عضه الحسد على بحبوحة عيش أعمامه، و إلتوت عليه سبل القناعة، لم يجد عند أحد نصيحة تدله إلى طريق الصواب، بعد أن طرد من عمله و بيعه لأملاكه التي ورثها من أبيه حوالي الهكتارين باعها مبكرا بمبلغ ثمانون ألف درهم ضيعها ما بين ليلة و ضحاها، لذلك احتقر عائلته و كره أعمامه و آثر العزلة على الاندماج، بهدف إيجاد الطرق المؤدية إلى استرداد أملاك أبيه وجده و التي كان يعتبرها حق له دون سواه، لذلك قضى على نفسه بالسجن بلا حكم تحيط به الرغبة في الانتقام يمارس غضبه على المجهول، وسط غمرة هذا الحقد و الغل اتجاه أعمامه هداه تفكيره إلى إضافة عمته الضاوية إلى قائمة ضحاياه بعد عمه قاسم
كانت الضاوية التجارية امرأة عاقر تعيش وحيدة بمنزلها بدوار بلعربي على بعد خطوات من المقهى الشهيرة للسفاح التي تخلص في جوفها من ضحاياه، لذلك عمل عبد العزيز على التقرب منها و غمرها بكل الحب و الحنانـ استحسنتها الضاوية على الفور خصوصا و أنها كانت تعاني من الوحدانية و لا تطيق الصمت المطبق حولها، لذلك سرها ما بذر من ابن أخيها من طيبوبة غير مسبوقة ارتاحت له نفسها و اطمأن له قلبها الأمر الذي جعله يقنعها بأن تفوت له جزءا من أراضيها سنة 1981م، دون أن يفطن أحد لذلك، إلا في سنة 1988م، عندما طلب عبد العزيز رخصة بناء فوق هذه الأرض
حافلة التجاري
كان السيد التجاري أب السفاح عبد العزيز، وصيا على أملاك إخوانه أحمد و قاسم و ميلودة، يستغل أموالهم لحسابه الخاص و ذات يوم و بعد إحساسه بالذنب اتجاه إخوانه وعدهم بأن يشتري لهم حافلة للركاب تكون باسمهم، و بالفعل لم يخلف وعده نحو إخوانه و اشترى لهم حافلة تحمل رقم 2/1760.11، تبين بعد ذلك، بعد وفاة مصطفى أنها اشتريت مناصفة مع شخص آخر يدعى بن غانم و تبين أن نصف ملكية الحافلة هي في اسم مصطفى التجاري و ليس باسم إخوانه كما سبق له أن وعد بذلك.
بعد ذلك طالب الورثة الآخرون ضمنهم أبناء المتوفي عبد العزيز و غيرهم بنصيبهم في إيرادات الحافلة بهدف تقليص الإيرادات التي يستفيد منها إخوان مصطفى التجاري و أمهم فاطنة، من مداخيل الحافلة رغم علمهم أنها اشتريت من أموال أعمامهم المذكورين أعلاه. و أكثر من ذلك عمل عبد العزيز و خصوصا والدته خدوج عن إدخال أخيها في وثيقة ملكية الحافلة و المسمى سليمان باجي، بهدف الاستحواذ على أكبر حصة من إيرادات الحافلة ضدا في إخوان زوجها و أمهم.
بعد ذلك بسنوات عديدة و بالضبط في 1987، تقرب عبد العزيز و أمه من عمته الضاوية، مستغلا نفسيتهما المهتزة و أحكم الخناق حولها من جديد و أقنعها بطريقته الخاصة على أن المخزن سيستولي على أرضها، و أنه سيدافع عنها للحيلولة دون فقدانها لأملاكها ، و ما عليها إلا أن توكله في هذا الموضوع باستخراج وثيقة خاصة بذلك، و في ظروف غامضة حصل السفاح على توقيع عمته في عقد بيع أرضها أثارت استغراب ميلودة و باقي إخوانها، فعملت هذه الأخيرة على إيواء أختها الضاوية بمنزلها بحي الولفة، خوفا عليها من ابن أخيها السفاح‘ حتى لا تفقد باقي أملاكها.
و هنا ثارت ثائرة عبد العزيز، فلجأ إلى تحرير رسالتين مجهولتين إلى كل من الشرطة و إدارة المستشفى التي تشتغل فيه ميلودة كممرضة، الشكاية الأولى اتهم فيها أعمامه بقتل أخيهم قاسم و الثانية ادعى فيها أن عمته ميلودة سرقت طفلا صغيرا من المستشفى التي تشتغل فيه، تبين بعد البحث في موضوع الشكايتين أنه لا أساس لهما من الصحة.
و هدف السفاح من ذلك هو إرغام أعمامه ترك أختهم الضاوية تعيش بمفردها بمنزلها بدوار بلعربي بمديونة، حتى يسهل الالتقاء بها و الالتفاف حولها بهدف الترامي على باقي أملاكها.
و قد راسلت ميلودة و إخوانها السلطات المختصة بحقيقة النصب و التزوير على أختها الضاوية بتاريخ 4 غشت 1988م في شكاية موجهة إلى الشرطة القضائية بأمن الدار البيضاء عدد 2712 ش 88، دون إيلاء هذا الموضوع أية أهمية
بعد ذلك بسنوات كانت الضاوية تعيش مع أختها بحي الولفة، إلا أن حبها إلى مسقط رأسها بمديونة جعلها تقوم بزيارته بين الفينة و الأخرى تتفقد منزلها و ما تبقى من أرضها في البير الجديد الكبير، و تزور منزل أختها فاطمة المجاور لها.
و في أواخر التسعينات أصرت الضاوية على البقاء في منزلها بمديونة بشكل نهائي، رغم تحذيرات أختها ميلودة من مغبة ما قد تتعرض له على يد ابن أخيها عبد العزيز، من مخاطر هي في غنى عنها، إلا أنها رغم ذلك تشبثت بموقفها في ترك منزل أختها و السكن لوحدها بمنزلها بمديونة، و هناك تعرفت على السيد عبد اللطيف تسيير بوساطة من عبد العزيز، الذي اكترى من عندها دكانا بتاريخ 30/09/1999م
مساحته أربعة أمتار و بسومة كرائية حددت في 200 درهم في الشهر، استغلها المكتري في بيع الزيوت الخاصة بالمحركات بجوار مقهى السفاح، و في هذه اللحظة ظهر عبد العزيز في حياة عمته الضاوية من جديد، معبرا لها عن تضامنه معها و مؤازرته لما حل بها من تعنت صاحب دكان الزيوت في أداء ما بذمته لها، متظاهرا بمساعدتها في استرداد حقوقها، دون أن ينسى مساعدتها ماديا حتى تتمكن من الاستجابة لمتطلباتها الحياتية اليومية، مبديا تعاطفا مزيفا نحوها أنسى الضاوية كل ما صدر عن ابن أخيها من نصب و تزوير في حقها أفقدها جل أملاكها و لم يبقى لها إلا حوالي هكتارين في منطقة أولاد زيان أسالت لعاب السفاح و لم يهدأ له بال إلا بعد أن أرغم عمته على أن توقع له عقد بيع هذه الأرضية المتبقية دون أن تتوصل بأي مقابل مادي و بعد ذلك اختفى السفاح من حياة عمته كعادته مع أملاكها السابقة التي استولى عليها و تركها تضرب أخماس في أساس مع أخواتها فاطمة و ميلودة، دون أن يترك لها و لو شبرا واحدا من الأرض بعد أن كانت تمتلك حوالي خمسة هكتارات
و لم يكتف السفاح عبد العزيز، بذلك بل تمادى في عدوانيته و حرض صديقه بائع الزيوت على عمته، الذي لم يتردد لحظة في طرد صاحبة الدكان من منزلها المجاور له، استغل كبرها و وجودها وحيدة فتفنن في إيذائها و إهانتها و إفراغ الزيوت القديمة للمحركات أمام بوابة منزلها أدى إلى إصابتها بأمراض مرتبطة بالجهاز التنفسي و عمل على طردها من منزلها باستعمال القوة.
و أكدت ميلودة عمة السفاح، على أنه مساء يوم 29 ديسمبر 2007 تلقت مكالمة هاتفية من مديونة تدعوها إلى الحضور الفوري لمنزلها الموجود كذلك بدوار بلعربي لكونه تعرض للسرقة من طرف بائع الزيوت الذي ضاقت به مساحة الدكان الضيقة ففتح حفرة في حائط دكانه و توسع على مساحة أخرى فارغة استغلها في أنشطة تجارية أخرى و أضاف إليها منزل ميلودة المحاذي هو الآخر لمحل الزيوت الموجود أعلاه و سرق جميع محتوياته و استولى عليه في واضحة النهار و قد عاينت ميلودة كل ما حدث لمنزلها من سرقة و إتلاف، و أثناء مغادرتها للمكان التقت بائع الزيوت الذي أشهر في وجهها سكينا من الحجم الكبير فقدت على إثره وعيها و لم تستفق من غيبوبتها إلا بعد إسعافها و توجهت بعد ذلك إلى الدرك الملكي لإنصافها لكنه طلب منها مراسلة وكيل الملك الذي عملت على إخباره بحيثيات الحادث بتاريخ 18 يناير 2008 عدد 1598/5 م 667 ش في شكاية تتعلق بالسطو على ملك الغير مع السرقة و محاولة القتل دون أن يتعامل معها بما يلزم من الجدية المطلوبة، فقدت على إثرها ميلودة ثقتها في العدالة التي استباحت – على حد قولها – السطو على أملاكها و أملاك أختها الضاوية و أخيها قاسم دون أن تتحرك في اتجاه رد الاعتبار لها رغم مراسلتها لمختلف المصالح المعنية
فلولا شكاية أم خليل باجي السيدة امباركة الهاشمي و اليقظة التي أبداها أمن ابن امسيك سيدي عثمان في هذا الموضوع بعد إحالة الشكاية عليهم من طرف الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، لما تم القبض على السفاح‘ و بذلك ثم وضع حد لنهاية مسلسل درامي قاتل على امتداد أزيد من أربعة عقود، بطله السفاح عبد العزيز التجاري الذي احترف الجريمة و التزوير و النصب في حق أفراد أسرته خصوصا أعمامه و عماته، استحوذ على أملاكهم و تفنن في تعذيبهم و قتل بعضهم و دفنهم في مقهاه بدوار بلعربي دون أن ينتبه إليه أحد، حتى اعترف بذلك لدى أمن ابن امسيك سيدي عثمان، بعد أن فضحت أمره أم أحد ضحاياه التي ظلت منذ اختفاء ابنها تحمل مسؤولية ذلك للسفاح و لم تفوت السيدة ميلودة فرصة القبض على السفاح ابن أخيها‘ دون أن توجه بالغ شكرها لأمن ابن مسيك الذي أعاد إليها الثقة في المخزن المغربي بعد أن كانت قد فقدت الثقة فيه.
اعتقال السفاح
بعد توصل أمن ابن مسيك سيدي عثمان بشكاية أحيلت عليهم من طرف الوكيل العام للملك لدى استئنافية البيضاء،الذي توصل بها من عند السيدة (م ه) التي تحمل فيها السفاح ابن أختها، مسؤولية اختفاء ابنها خليل باجي على خلفية أنها كانت على علم تام بأنه لا مصلحة لأي شخص آخر في اختفاء ابنها، إلا للسفاح عبد العزيز على اعتبار أنه كان دائم الاتصال بابن خالته، لا يفارقه إلا نادرا بسبب تجهيز أوراق مزورة بأرض (البير الجديد) بالحفاري بمديونة التي استولى عليها السفاح بعد اختفاء عمه( ق ت) مالكها الحقيقي، و لأن أم خليل كانت على علاقة وطيدة مع ابنها، لذلك كان يخبرها بكل صغيرة و كبيرة تحدث في حياته، لا يخفي عنها شيئا، جعله يسر لها بأمر مساعدته للسفاح في تجهيز أوراق ملكية مزورة لأرض قاسم التجاري ، بهدف بيعها و أخبرها قبل اختفائه على أن سيتوصل بمبلغ مالي مهم مقابل مساعدة السفاح على استخراج هذه الملكية المزورة لأرض البير الجديد ، لذلك فعندما اختفى خليل باجي بتاريخ 17 شتنبر 2009م لم تترد أمه في تحميل مسئولية هذا الاختفاء للسفاح، لكن لا أحد اهتم لحالها سواء درك مديونة أو شرطة الحي الحسني حيث يقيم السفاح•.
إلى أن فك لغز اختفاء خليل باجي ،أمن ابن مسيك سيدي عثمان الذي منذ أن أحيلت عليه الشكاية المذكورة و هو يحاول جاهدا فك طلاسمها بهدف إيجاد خليل باجي.
فقبل أن يستمع رجال الأمن للمتهم باختفاء خليل باجي، وصل إلى علمهم خبر رغبة بيع زوجة المختفي لمنزلها بحي السلامة، فثم استدعائها إلى مكتب الدائرة الأمنية لاستفسارها حول دواعي رغبتها بيع منزلها فاعترفت بعد إلحاح شديد من طرف المحققين بأنها خافت على ابنتها من السفاح، الذي التقى هذه الأخيرة بالقرب من منزلها، فسألها إن كانوا قد وجدوا أباهم خليل، فردت عليه الطفلة بطريقة فيها الكثير من عدم الاكتراث بهذا الموضوع بقولها "راهم عرفوه فين كاين" هذه الكلمة استفزت السفاح وظن أن أسرة خليل تعرفت إلى مكان وجود الزوج، لذلك اتصل بالزوجة( ف ع) التي تعمل أستاذة بالسلك الثانوي و نصحها بأن تراقب ابنتها و أن لا تدعها تتكلم في موضوع اختفاء والدها مع أي كان و إلا تعرضت لمكروه، فهمت الأستاذة من خلال لهجة محدثها أنه جاد في ما يقول لذلك آثرت بيع منزلها والرحيل إلى المحمدية حيث تقطن عائلتها
بعد ذلك استدعى أمن ابن مسيك المتهم عبد العزيز التجاري بتاريخ 17 يونيو 2010م الذي صادف يوم الجمعة و الذي كان آخر يوم في حياة السفاح يرى فيه العالم الخارجي.
فصرح في محضر رسمي على أنه يكن كل الحب و التقدير لابن خالته باجي، لذلك استغرب اتهامه بإخفائه و هو الذي كان يعتبره بمثابة أخ لم تلده أمه، و أنكر أيضا تهديداته لزوجة خليل باجي السيدة (ف ع ) . و كان يتكلم بادئ الأمر بشكل عادي لا ينم على أي شيء، كان متحكما في أعصابه إلى ابعد الحدود لكن عندما سئل عن ماهية وسيلة النقل التي أتى بها إلى المركز الأمني ،ظهر عليه الارتباك و بعد تفكير وجيز أخبرهم بأنه أتى في سيارة الأجرة، رغم أن مفاتيح سيارته الخاصة كانت بحوزته و بعد أن ألحوا عليه في نفس السؤال الخاص بوسيلة تنقله إلى دائرة أمن بن مسيك أخبرهم بـأنه استقل سيارته الخاصة أن فطلبوا منه أن يدلهم عليها، و بالفعل أشار المتهم إليهم بمكان وجودها على بعد أمتار قليلة من المركز الأمني، ففتشوها بشكل دقيق فوجدوا وكالة مفوضة محررة من طرف خليل باجي إلى زوجته (ع ف ) يدعوها فيها بأن تنوب عنه في بيع حقه من ميراث أبيه بمديونة و بأن تقوم بعملية كراء منزله بمرشيش حتى تستطيع الاستجابة لمتطلبات الحياة اليومية لأولاده، و أخبرها أيضا بأنه سيهاجر خارج البلاد
و وجدوا أيضا في سيارة السفاح وثيقة أخرى يشهد فيها باجي بأن عبد العزيز له الحق في التصرف في أرض البير الجديد و بأنه الوحيد من له القوة القانونية لاستغلال هذه الأرض، تبين بعد ذلك أن هذين الوثيقتين مزورتين بعد تضييق الخناق على السفاح اعترف بكونه هو من قام باستخراج هاتين الوثيقتين و هو من تخلص من خليل باجي و رميه في بئر مهجور بدوار بلعربي و اعترف أيضا بتصفيته لبائع الفول عبد الكبير القسومي الذي كان يقطن بمنزل السفاح بنفس الدوار المذكور. و اعترف باستغلال بطاقة التعريف الوطنية الخاصة بالقتيل باجي، من أجل التصديق على توقيع الوكالة المفوضة و اعترف أيضا بشركائه في التزوير و هم (ن ح) ميكانيكي و محمد ل المعوق الذي انتحل صفة خليل باجي و محمد ف ضابط الحالة المدنية و اعترف بشركائه في الجريمة و هما شخصين مازال التحقيق معهما جاريا حول مسؤوليتهما في مقتل خليل باجي الذي كان الهدف من تصفيته هو إسكاته بعد أن فضح أمره في تزوير أوراق ملكية أرض البير الجديد بدوار الحفاري بمديونة.
ومنذ إيجاد جثة كل من خليل باجي و بائع الفول و الجهات الأمنية تقوم بعملية حفر متتالية في مقهى السفاح بدوار بلعربي و ووصلوا إلى عمق حوالي 3 أمتار، إلا أن الخوف من انهيار مبنى المقهى الذي بني بشكل عشوائي هو الذي أوقف عملية الحفر إلى غاية استصدار ترخيص بهدم بناية المقهى بكاملها، حتى تستأنف عملية الحفر بشكل سليم دون الخوف من انهيارها.
الدرك في قفص الاتهام
أعلن الدرك الملكي بمديونة أنه لم يتوصل بأية شكاية من طرف عائلة القتيل باجي، تحمل فيها مسؤولية اختفاء ابنها للقاتل، الأمر الذي اعتبرته العائلة بأنه كذب و تبرير غير مفهوم لتقاعس الدرك عن فتح تحقيق في الموضوع، الأمر الذي أثار غيظ الساكنة المحلية و فعالياتها الجمعوية ما دفعهم إلى إدانة الجريمة و تجييش الرأي العام المحلي ضد أداء الدرك المحلي فأصدرت بلاغا بذلك وصل صداه إلى مختلف وسائل الإعلام المختلفة و هو ما حث لاحقا المسئولين على إرسال وحدات من الشرطة إلى مديونة لإعطاء الانطباع بأن رجال الأمن سيدخلون إلى المنطقة نزولا عند مطلب الجمعيات المحلية و عملوا على إرغام رئيس الدرك الملكي المحلي، أخذ إجازة غير محدودة الآجال بهدف امتصاص الغضب الجاثم على النفوس المكوية بتجاهل الدرك لشكايات المواطنين الأمنية الملحة و تعتبر شكاية أم خليل أشهرها على الإطلاق، فحسب عائلة القتيل فهي تعتقد على أن الدرك الملكي لو تحرك في الوقت المناسب لأمكن إيجاد خليل حيا يرزق.
هل نحن أمام قاتل تسلسلي في مدينة صغيرة بحجم مديونة و التي تحمل من صفات الطابع القروي الشيء الكثير؟ خصوصا و أنه على الأقل اعترف بتصفيته لشخصين و مازال مصير عمه قاسم مجهولا في ظل عدم اعتراف القاتل بتصفيته حتى الآن و إن كان الجميع بالمنطقة يعتقد أن استمرار البحث و التحقيق مع السفاح سوف لن يكشف فقط عن تورطه في مقتل عمه، بل سيكشف أيضا عن مسؤوليته في جرائم أخرى بقيت من دون حل مثل جريمة حرود و زوجته اللذان وجدا مذبوحين من الوريد إلى الوريد دون معرفة قاتلهما و جريمة مقتل حارس ليلي بالحي الصناعي و اختفاء نادلة مقهى في ظروف غامضة كانت تعمل بمقهى القاتل
هل نحن أمام قاتل متسلسل إذا ما ثبت تورط عبد العزيز التجاري في مقتل و تصفية
باقي الضحايا المذكورين ؟؟