P03
ليلة من ليالي مرشيش الماجنة
كل الخدمات متوفرة
بو الحق جمال
إن بعض الظواهر المتخلفة، تتكلم وكلام بعضها يكاد يصم الأذان، خاصة إذا كانت ستكون أحد أهم المعيقات التي سوف تقف في سبيل تقدمنا ورقينا
إن مشاهد شيطانية، لم أستطع نسيانها ولم أتمكن من تصديقها ، تقع بمرشيش بمديونة، ذلك المكان الصخري المليء بالمغارات والتي كانت تستعمل كمخابئ، خلال أزمنة الحروب لتفادي الضربات وغيرها من طرف الأعداء، لكن بعد إنتهاء الحروب وجنوح البلاد إلى السلم، إستغلت هذه المغارات وعلى إمتداد سنوات طوال من طرف بعض النفوس المريضة بالشعودة والسحر وإدعوا أنها ممالك للجن كمملكة الجن ميمون - مملكة لكناوي- مملكة عايشة البحرية –مملكة الجن سمهروش – مملكة الجنية عائشة مولات الفلجة – و كل جن من هؤلاء ألصق به المشعوذون والدجالون صفة يتميز بها كجنية للا مليكة التي يدعون أنها متخصصة في جلب الرجال للعوانس وتزويجهم، مما يفسر أن أغلبية الزائرين لمرشيش هم من النساء يأتين إليه من كل صوب و حدب للاستفادة من بركته والوقوف أمام صخوره والولوج إلى مغاراته المخفية والتي يقع داخل فضاءاتها كل ممارسات و أشكال الانحلال الخلقي كما سنبين في هذه الورقة.
طقوس خاصة
يعتبر شهر شعبان ، شهرا مفضلا للمهووسين بإقامة الجدبة والحيرة وكذلك ليلة كل أربعاء على طول العام والتي يعتقد أصحابها أنها مناسبة للقاء ملوك الجن بالنسبة للمصابين بمختلف أنواع المس الجني، بحيث يعرف مرشيش كل يوم أربعاء حالة تأهب قصوى لاستقبال الزائرين الذين يحجون إلى المكان فرادى وجماعات، منهم الفقراء والأغنياء على السواء وزوجات ونساء مجموعة من المسؤولين في مناصب مختلفة، نساء أميات ومتعلمات، جميعهن يعتقدن أنهن سيجدن ضالتهن عند ملوك الجان بمرشيش .
تبدأ طقوس الزيارة، وهي بالمناسبة تقام كل يوم ، إلا أنها تعرف ذروتها في يوم الأربعاء لأنه في ليلة هذا اليوم تقام الحضرة، أما زيارة المغارات فهي يومية تبتدئ بشراء الشموع الملونة والدجاج البلدي الذي يجب أن يكون لونه إما أحمرا أو أسود ويباع ب 100 درهم للديك والبعض يتم بيعه أكثر من 10 مرات في اليوم لأن الفقيه يكتفي فقط بتمرير الدجاجة على جسم الزبونة ثم يقول : " هاذي ذبيحتك اسيدي ميمون " ويرمي بالديك في مكان خال لا تراه الزبونة " الضحية " و يأخذه شخص آخر، مهمته بيعه لزبونة أخرى وهكذا دواليك ونفس الشيء بالنسبة للشمعة الواحدة والتي تباع في اليوم أكثر من 20 مرة كما أكدت لنا مصادر من عين المكان ، وتبدأ رحلة الطواف على المغارات والصخور الحجرية التي تحمل أسماء لملوك مثل الخيمة الزرقاء والتي يتجرد زوارها في فضاءاتها من أحذيتهم ويمشون فوق زجاج مهشم يرفسونه بأقدامهم الحافية
ليلة الأربعاء لا تختلف عن نهارها
بعد مرحلة الدجاج و الشمع يقول للزائرة : جي نهار لاربعاء " راه كاينة الحضرة راهم ملوك الجن كلهم كيحضروا و لا تنسي تجيبي معاكي الدبيحة الكبيرة " و هي إشارة إلى خروف أو عجل أو مقابلهما المادي
و إذا علم الفقيه أن الزائرة لا يمكنها المبيت في مرشيش للقيام بالحضرة، فإنه لا يترك الفرصة تمر ليقول للمرأة ، إذا كنت لا تقدرين على البقاء لرؤية الجن ليلا فسأحاول أن أجده لك في المغارة ربما قد أجده " إلا عندك شي زهر "و لكن خصك دزيدي لفلوس " ليتم إدخال المرأة إلى المغارة و هي عبارة عن مكان مقرف و به عدة منعرجات ، تدخل المرأة و بعض لحظة تجد مكانا به أغطية و مضاء بالشمع و تجد شخصا يجلس القرفصاء و يلبس الأبيض لإدخال الوقار و الهيبة في نفوس الزائرة و ما إن تطمئن لجنها المزعوم و الذي هو في الحقيقة إلا رجل عاطل عن العمل يقبض أجرته آخر كل يوم من صاحب مرشيش و تقدر ب 50 درهم إضافة إلى ما سيأخذه من الزبونة .
و عندما يهم الجني المزيف على التكشير عن أنيابه لممارسة الجنس على زبونته فإنه عادة ما يصطدم بمقاومة الزبونة ، لكن هناك امرأة أخرى تشتغل مع صاحب مرشيش تهدئ من روع المرأة و تقول لها مخاطبة، إذا أردت أن تتخلصي مما أنت فيه، فعليك أن تلبي رغبة الجن و تتركيه يفعل ما يشاء. و هناك عدة بيوتات بمرشيش معدة للفساد جميعها تحمل رقم 59 يقصدها الباحثون عن اللذة من مختلف الأعمار، و التي توفر لصاحب مرشيش و الذي تعود إليه جميع إيرادات هذه النشاطات المحظورة و الخطير في هذه البيوتات أنها تعتبر ملجأ للغرباء و لا يتم أخد و ثائقهم للتعرف على هوياتهم ، كما هو معمول به في الفنادق، فقط يكفي دفع 100 درهم للمبيت و قضاء ليلة حمراء ، خاصة و أن مرشيش قريب جدا من غابة بوسكورة و محاذي للردار الدولي الذي تشتهر به المنطقة ، مما ينذر بأخطار أمنية محتملة -لا قدر الله - خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة و التي لا تستقر على حال
ليلة الظولامي الماجنة
بعد اجتماع النسوة في فيلا صاحب مرشيش و التي لا تبعد عن المغارات إلا بأمتار قليلة ، تقوم فرقة موسيقية خاصة، بهذه الطقوس تعزف أهازيج تؤديها أصوات مبحوحة تمتزج مع روائح البخور و أجساد النسوة المبتلة بالعرق و حتى بعض المخنثين الشواذ، أسلموا أنفسهم لإيقاعات الليرة و البندير ، تلبستهم العفاريت فلا تبرحهم إلا بعد جذبة عنيفة ، نساء نصف عاريات يغرين المتفرجين من الرجال، بعضهم كان يتمعن في الأجساد بسرور و في فهمهم لفافات من السجائر محشوة بالحشيش و قنينات الخمر بجانبهم.
و تنطلق موسيقى أخرى على إيقاعات مغايرة بواسطة الدف و الناي و أغان شعبية مشهورة : مولاي الطاهر – لكناوي – عائشة – فيعم الفرح الأجساد العارية و النفوس المهووسة بالجن و الشعوذة، فيتحول ليل مرشيش إلى حانة كبيرة
و قد أكد لي بعض الأشخاص له دراية بهذه الطقوس على أن الأغاني الشعبية و التي تقدم تحت الطلب يصل سعرها إلى حدود 5000 درهم و عندما تقترب الليلة على الانتهاء و قبل أن يداهمها ضوء الصباح، تصاب الأجساد بالتعب و يلجأ صاحب مرشيش إلى إطفاء النور عن المكان و هو ما يصطلح على تسميته عند أهل هذه الطقوس الشيطانية بالظولامي و يخرج شباب عاطلون عن العمل في التوقيت المناسب الذي رسمه إليهم صاحبهم ، ليتقمصوا أدوارهم الموزعة عليهم على أنهم ملوك الجان يوهمون النساء على أنهم جاؤوا لتوهم من ممالكهم لقضاء حاجياتهن و ليحققوا لهن مبتغاهن و في الظلام الحالك الذي يخيم على المكان يصطحب ملوك الجان الأجساد المتعبة من الجدبة إلى البيوتات التي ذكرنها فيما سبق و التي تحمل رقم 59 و التي توجد على مرمي حجر من مغارات مرشيش التاريخية ، يقضون منهن و ترهم على أجساد مريضة مهووسة بعالم الجن و الشعوذة و هناك مجموعة من النسوة قد ألفن هذه الطقوس ينتظرن يوم الأربعاء بشغف كبير للاستمتاع " بالحضرة " و فحولة ملوك الجان المزيفين
مرشيش مزار السياحة الجنسية بامتياز
إنه مزار سياحي و جنسي بامتياز يدر على صاحبه بطرق احتيالية الملايين من السنتيمات يوميا
فهذا الفساد في الأخلاق و القيم ، الذي تغرق فيه مرشيش حتى النخاع هو نتيجة طبيعية لتلهي الدولة عن نبل الهدف و الالتفاف إلى ما هو وقتي و زائل .
فصاحب مرشيش يستغل عضويته بجماعة المجاطية و علاقاته مع أصحاب القرار و معرفته لشخصيات نسائية نافدة تأتي إلى مغاراته و فيلته للقيام بحماقاتهن الشيطانية بعيدا عن أعين الفضوليين – كما أكد على ذلك مصدر مطلع –
يستغل كل ذلك لممارسات نشاطاته المحظورة بقوة الدين و القانون و التي تدر عليه الملايين ، جعلت منه أحد أبرز الأغنياء بالمنطقة يقصده علياء القوم من أجل السحر . بمقابل مادي باهض
لكن المضحك المبكي هو أن بعض أعضاء المجالس المحلية يقصدونه أيام الاستحقاقات من أجل تدوين حجاب و أخد بركة صاحب مرشيش ، بهدف استغفال الناخبين .