Nouvelle page 1

الملتقى : عيد مبارك سعيد وكل عام وأنتم بخير

فضاء للتواصل والإعلام والتدوين

الملتقى : فضاء للتواصل والإعلام

Madrasati Alhilwa

 

  مدرستي الحلوة
جمال بو الحق : 30/09/2010
إنه لا يكاد يوجد مشروع إصلاحي تعليمي أو مذكرة وزارية تربوية لها طابع الإصلاح الناجع للمنظومة التعليمية التربوية رأت النور حتى الآن٬ رغم اتفاق جميع الفاعلين و مختلف الفرقاء حول نجاعتها و أهميتها
فما رسمته وزارة اخشيشن حول مشروع جيل النجاح في المذكرة الوزارية 120، من أدبيات ترمي إلى إعادة الاعتبار للمدرسة المغربية وفق مقاربة تربوية و بيداغوجية تراعي الاختلاف و الفروق الفردية و توفير أجواء ملائمة للتلاميذ و الأطر التربوية... هو كلام جميل٬ لكن تنزيل هذا المشروع على أرض الواقع يبدو مجرد زوبعة في فنجان، لا يعدو أن يكون فوران وقتي سرعان ما يزول و ينقضي بالنظر إلى عدة عوامل موضوعية لا علاقة بأي تعجيز أو تشاؤم
فالمخطط ألاستعجالي الخاص بإصلاح منظومة التعليم، يدخل هذا الموسم الدراسي سنته الثانية٬و لا شيء تغير في واقع العديد من المؤسسات التعليمية كتوفير البنيات التحتية الضرورية من فضاءات ثقافية ورياضية و قاعات جميلة تشجع على التمدرس و توفير النقل المدرسي بأثمنة مناسبة و الإطعام الجيد ووجود أطر تربوية كفؤة فضلا عن السهر في توفير جمعيات للآباء في مختلف المدارس التعليمية على اعتبار أنها شريك حقيقي للمدرسة في الرقي بمستوى المتعلمين إلى جانب الأطر التربوية، كقوة اقتراحية عملية وفق ما نصت عليه مضامين المخطط ألاستعجالي.
فإذا لم تتوفر هذه الشروط فإن أي حديث عن مدرسة النجاح لن يكون إلا مضيعة للوقت و إهدارا للأموال العمومية و ضحك على الذقون سيتحول إلى مدرسة للسقوط لا محالة تريد وزارة خشيشنأن تفرض مذكرة وزارية سمتها بمشروع مدرسة النجاح، مثلما فرض الساهرون على تدبير الشأن التربوي ببلادنا ، مذكرات سابقة من قبيل المذكرة 122 المتعلقة بتدبير الزمن المدرسي و المذكرة 128 التي تدعو إلى إرجاع التلاميذ المفصولين عن الدراسة إلى آخره من المذكرات التي لا بقيت مجرد حبر على ورق في رفوف خزانات الوزارة و المديريات و النيابات... دون العمل على تطبيقها بشكل جيد على أرض الواقع
هذا في الوقت الذي نعاني فيه من غياب الأرضية المواتية لتطبيق هذا المشروع فمؤسساتنا التعليمية خصوصا في البادية هي أقرب إلى اصطبلات منها إلى حجرات للتحصيل العلمي من ضمنها مدارس بنيابة مديونة على سبيل المثال لا الحصر سيدي غانم و البقاقشة و الحلايبية و مرشيش و أولاد طالب و سيدي إبراهيم و مرس السكر والحمادات و غيرها كثير في ظل افتقار بعضها لحراس يحفظون أمنها خصوصا و أن بعضها تعرض للسرقة و العبث بمحتوياتها في أكثر من مناسبة دون أن يحرك ذلك ساكن أي مسئول تربوي و تعليمي، أما النظافة فهي غائبة بشكل مخيف في هذه المدارس المذكورة خصوصا بمدارس الحلايبية و البقاقشة اللتان تسيجهما الأزبال و القاذورات من كل جانب و يحاصرهما بشكل مخيف روث البهائم و فضلات الأبقار
أما الكتاب المدرسي فقد تراجع دوره في البناء التربوي و الثقافي بشكل مخيف و كثر المتعلمون الذين تربطهم بالثقافة و الكتاب أوهى الصلات و كثرت بالمقابل قيم التقليد الأعمى لكل ما هو أجنبي، تتبنى مناهج تعليمية غريبة عنا مستوردة على غير مقاس تطلعاتنا و ما نصبو إليه و خير دليل على ذلك ما يتعرض تطبيق هذه المناهج من صعوبات و مشاكل متعددة
لقد أصبح لدينا مجموعة من الخريجين تدخل حقل العمل التعليمي لتعيد إنتاج نفس الممارسة المهنية بعيدة عن الفهم الواعي و الفاعل لمجمل مجريات الحياة و المجتمع الأمر٬ الذي ساعد على فشل مختلف مشروعات الإصلاح التعليمي في ظل تبني أساليب تعليمية تعتمد على الحفاظ و التلقين و عدم الخروج عن النص، ما جعل التعليم مجرد تلقين سطحي أو إن شئنا الدقة مجرد تعريف بالقراءة و الكتابة كان من تجلياته الخطيرة أنه أصبح لدينا قطاع من المتعلمين أصبحوا بؤرة لإعادة إنتاج تخلفنا التعليمي
أما جمعيات أولياء التلاميذ خصوصا في المدارس الابتدائية القروية فإنها عاجزة عن القيام بواجبها على أحسن وجه في تدبير شؤون المؤسسة و مساعدة التلاميذ وتوعيتهم و صيانة المدرسة و مكوناتها، و خلق جسور للتواصل مع الأطر التربوية و أخذ رأيهم فضلا عن الضغط على الجماعات المحلية و غيرها من أجل تقديم مختلف الوسائل المادية و الإمكانات المتاحة لها لمساعدة الجمعية على القيام بعملها في توفير الأطر الطبية و الاجتماعية لخدمة التلاميذ و عقد شراكات مع جمعيات ذات تخصصات مختلفة و متنوعة تمد المدرسة بالأدوية و المستلزمات الطبية و مواد غذائية و تنظيم حملات توعوية و تظاهرات تنشيطية و دعم التلاميذ دراسيا و اجتماعيا و غيره ٠
فلا أعتقد أن مشروع مدرسة النجاح في ظل المشاكل المذكورة فضلا عن وجود جمعيات للآباء لا تعرف حتى مفهوم الفعل الجمعوي الجاد و تفتقر إلى أبسط الشروط المفروض أن تتوفر في مكتب جمعوي مسير ، أن تقدم أي خدمة لمشروع الوزارة الذي يعتبر جمعيات الآباء شريكا حقيقيا للنهوض بمستوى المدرسة المغربية.
إننا ببساطة شديدة نتصرف مثل النعامة التي تدفن نفسها في الرمل فيما تصل بأزمة التعليم في المغرب فنحن لا نريد أن نقرأ مشاكل التعليم الحقيقية و لا أن نهتم بإيجاد الحلول الناجعة لها٬ و كأننا عندما نتجاهلها إنما نقضي عليها و الحقيقة غير ذلك تماما فتجاهل هذه المشاكل يضرنا أشد الضرر لأنه يؤدي بنا إلى أن نكون جاهلين بهذه المشاكل التي تعرفها المدرسة المغربية خصوصا في العالم القروي و الجهل هو أول خطوة في طريق الخطأ، و لا يستطيع الإنسان أن ينتصر على شيء يجهله و من هنا يكون معنى الدعوة إلى تهيئة مختلف الأسس الحقيقية التي سنبني عليها مشروع مدرسة النجاح، قبل التفكير في تشييد هذا المشروع فوق أرض هشة الأكيد أن كل ما سيشيد فوقها سيكون مصيره الإنهيار والسقوط
 

 
Total des Visiteurs ici : 13395 visiteurs
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement